شادي صلاح الدين (لندن)
كشف وسائل الإعلام الفرنسية عن رغبة حاكم قطر في بيع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، والتوجه إلى شراء نادي روما، هرباً من الانتقادات التي يواجهها في باريس بعد فشل مشروعه الفرنسي ورغبته في عدم الكشف عن حقيقة أهدافه التي تدفعه لشراء نادي «حديقة الأمراء».
وأوضحت صحيفة «لو بارزيان» الفرنسية أن تميم بدأ يفقد الاهتمام في سان جيرمان والتركيز على بدء مشروع جديد في روما لأن انتقادات وسائل الإعلام «تسيء لصورته».
وأضافت أن القطريين يرغبون في القيام بخفض كبير في عمليات تمويلهم للنادي، مشيرة إلى أنه على الرغم من تدفق مليارات الدوحة على نادي العاصمة الفرنسية، وشراء العديد من النجوم، إلا أن هناك شعورا في الإمارة الخليجية الصغيرة بأن الفرنسيين لا يقدرون ذلك، وهناك تركيز إعلامي كبير وغضب في الشارع الفرنسي بسبب الإخفاقات المتتالية للنادي وفشله على الصعيدين المحلي والأوروبي.
وفشل النادي منذ سيطرة القطريين عليه في عام 2011 في الوصول إلى أدوار متقدمة في دوري أبطال أوروبا وخاصة مرحلة خروج المغلوب في البطولة منذ موسم 2015-2016. والأسوأ من ذلك أن النادي عانى هزائم تاريخية في المواسم الثلاثة الأخيرة (ضد برشلونة في 2016-2017 ومانشستر يونايتد في 2018-2019). وفي هذا العام، واجه النادي صعوبات حتى على مستوى البطولة المحلية، وسجل أسوأ النتائج منذ أن اشترته مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية، حيث تلقى هزيمة مدوية في نهائي كأس فرنسا، السبت الماضي ضد رين.
وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن الشعور السائد حاليا في الدوحة هو أنه نتيجة الإحباط السائد في فرنسا، توجد رغبة عارمة في بيع النادي، مشددة على أن هناك عنصراً آخر وهو المخاوف المالية التي تغذي أيضا شكوك المالكين، حيث سددت قطر أكثر من مليار يورو للحكومة الفرنسية منذ توليهم المسؤولية قبل ثماني سنوات، وتعتبر هذه الفاتورة أكبر من الفواتير التي تدفعها كبرى الأندية الألمانية والإسبانية والإيطالية مجتمعة، وفقا للتقرير.
وأوضحت أن هناك أندية أخرى تم تحديدها كأهداف محتملة لعملية «الهروب القطري من باريس»، رغم أنه ليس هناك تهديد معلن من جانب قطر للانسحاب من باريس سان جيرمان إلا أن جميع الشواهد تدفع نحو ذلك.
وأفادت التقارير بأن هناك ثلاثة أندية في الدوري الإنجليزي للدرجة الأولى «تشامبيون شيب»، قد تُنقل ملكيتها إلى مجموعة قطر الرياضية للاستثمار، حيث بدأ مؤخرا ناصر الخليفي رئيس الشركة القطرية، في استكشاف ما إذا كان من المنطقي شراء ناد في إنجلترا، لتوسيع استثماراته من جهة والبحث عن مخرج للأزمة التي يعاني منها النظام القطري في باريس من جهة أخرى.
وتأتي أندية «أستون فيلا»، و«نوتنجهام فورست»، و«كوينز بارك رينجرز»، تحت أنظار رجل الأعمال القطري الذي سجل فشلا في باريس، لكن قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، تمنع أن يكون ناديان يخضعان لشركة مالكة مباشرة أو غير مباشرة، ويشاركان في نفس المسابقة الأوروبية، مثل دوري الأبطال أو الدوري الأوروبي، وبالتالي فإن توجه القطريين لشراء ناد آخر سيكون بالتأكيد على حساب باريس سان جيرمان.
وقالت الصحيفة الفرنسية: يمثل نادي روما الإيطالي هدفاً متميزاً لنظام الحمدين، حيث إنه من أعرق الأندية الإيطالية والأوروبية، ويمتلك لاعبين بارزين ويسجل نتائج جيدة نسبيا على صعيد الدوري المحلي، لكن العائق الذي يواجه تميم وموظفه ناصر الخليفي هي قواعد الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فإن هناك تفكيراً من جانب النظام في قطر لإنشاء شركة جديدة، تمكنهم من امتلاك روما، خلال الفترة المقبلة.
وكان روما قد مر بفترة من التخبطات المالية، أجبرتهم على الاستغناء عن عدد من لاعبي الفريق أمثال محمد صلاح وميراليم بيانيتش ورادجا ناينجولان.
هذا بالإضافة إلى التعاقد مع مونشي كمدير رياضي معروف بقدرته على جلب المواهب بأسعار زهيدة وبيعها بمقابل مرتفع، قبل أن يرحل عن النادي عائداً صوب إشبيلية.
وفي الواقع، «يرتبط كل شيء بالنتائج» - بمعنى أنه إذا تخطى النادي فشله الأخير في دوري أبطال أوروبا فإن كل شيء قد يتغير، وفقا للصحيفة.
كانت مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية واسعة الانتشار قد أعدت مؤخراً تقريراً عن المسؤول عن فشل باريس سان جيرمان الدائم في دوري الأبطال، فكان أبرزهم القطري ناصر الخليفي مالك النادي الفرنسي، حيث وجهت له انتقادا قاسيا قالت فيه «لم يتغير شيء منذ الهزيمة في برشلونة، الخليفي جيد فقط في التحدث الإعلامي بعد المباريات، لا ينظر إلى الكواليس والشؤون الإدارية المهمة لينتقل بفريقه إلى مكان آخر وأكبر». وأضافت «لا يأتي ناصر الخليفي من عالم كرة القدم ولا يعرف عنه شيء. الميركاتو الشتوي الماضي كان توماس توخيل المدير الفني واضحا للغاية بشأن احتياجاته الفنية والصفقات المطلوبة لتلبية احتياجات الفريق، ولم يتمكن من إرضاء مدربه. والنتيجة كانت الخروج من البطولة».